Translate

في دروب الكفاح لكروان فلسطين ابن بورين شادي البوريني قصة نجاح



إبن بورين، كروان فلسطين..مكافح بصوته تغلب على أنين السنين، وابا الرضوخ أمام حواجز الممنوع..طالب بحرية المسجونين وناصرهم بحرب الأمعاء،وسعى لإخماد الفتنة قبل أن تشهد شوارع بلده اللعنة..تميز بعدة ألوان وحصل على لقب أفضل زجال فلسطيني لهذا العام ..فكم هو مميز بكلماته ومتميز بألحانه.. أجل هو المناضل الذي لا يحمل بندقية إنما أطلق بصوته رصاصات المطالبة بالحرية مصرحا أن لنا أرض ووطن وهوية مناشدا باسم العروبة والإنسانية ...شادي البوريني بطل من أبطال إحياء القضية
كتبت نوره نفافعه خاص لوكالة ايليا بيت المقدس /// بورين 
 شادي جمال جمعه المشهور بشادي البوريني نسبةً لبلده بورين الفلسطينية مواليد 16-8-1985 يبلغ من العمر 28 سنة، شاب موهوب يسعى من خلال موهبته إلى خدمة الوطن وهويته وحضارته وثقافته وتراثه فمن خلال ما قدم من أعمال فنية تدرك مدى وطنيته وعروبته وكما يبذل قدر المستطاع إيصال كلمة الشارع بطريقة سهله وممتعه للناس ليجمع بين الفن والنقد والمتعة.
 ترعرع البوريني في بيت يعيله الأب فقط وسط أجواء مادية تعيسة بحيث اختلفت طفولته عن أقرانه فقد تميز عنهم باهتمامه الكبير بالشعر والزجل والموسيقى ففي الحين الذي كانوا به يقومون بادخار مصروفهم لشراء دراجة هوائية كان هو يدخره لشراء شريط صوتي مسجل لحفلة تجمع زغلول الدامور وموسى زغيب وطليع حمدان وغيرهم من شعراء  الزجل اللبناني.فقد كان يتابع ويترقب أي حفلة في منطقته ويهتم بالمطالعة وخاصةً قراءة الروايات وكما كان يحب العاب الفيديو video gemes
 وعندما كان في جيل ال 18 سنة اشترك في مسابقة فنية في مدينة رام الله تحت عنوان النجم الذهبي وقد حصل على المركز الأول ونال اللقب وكما كانت لجنة الحكم تطلق عليه لقب الكروان في كل ظهور له أمامهم ومنذ ذلك الحين رافقه هذا اللقب حتى أنتشر بين الجميع.
 ومن أكثر المحطات صعوبة في حياته فترة انتفاضة الأقصى التي شكلت نقطة تحول في حياة كل فلسطيني بحيث كان الوضع محزنا داميا ..شباب تقدم أرواحها مستشهدة، أمهات ثكلى، أحبة تأسر وللمعتقل ترحل ولكنه لم يستسلم ولم يرفع راية الانهزام رافضا وضع الخسارة بالحسبان متكلا على الرحمن رغم صعوبة ما شاهد في تلك الأيام.
 التحق بوريني بجامعة النجاح الوطنية في نابلس بكالوريس علم إجتماع ( علم إجتماع / خدمة إجتماعية / ادب) وقد كان في بداية الدراسة الجامعية متفوقا نوعا ما حتى ما بعد السنة الثانية أصبح جل اهتمامه هو الشعر والزجل والفن وهذا جعله يتراجع وحتى الظروف السياسية آنذاك لم ترحمه وشغلت تفكيره واهتمامه ولكنه أكمل تعليمه الجامعي وتغلب على الظروف ولم يسمح لها بالتغلب عليه ولكن بعد تخرجه لم يتوظف بشهادته فعلى حسب قوله حتى لو أراد ذلك فهذا مستحيل في بلاد خريجيها بالآلاف وموظفيها بالعشرات ولكنه لم ولا ولن يأسف على الأيام التي دفعها من رصيد حياته في التعليم الجامعي لان الشهادة العلمية لها تأثيرات ايجابية بحياته العلمية من حيث التواصل مع الناس والظهور أمامهم بثقة وثقافة.
 أول أغنية لكروان فلسطين كانت"نور وسنوات الضياع " والتي حققت أكبر نسبة مبيعات في تاريخ شركات الإنتاج الفلسطينية آنذاك أي تقريبا قبل حوالي أل 5 سنوات. واليوم له أرشيف فني له بصمة كراوانية ومعظم أعماله من كلماته وألحانه وأبرزهم " والله لنكيف " التي بات يرددها الطفل قبل الشاب والكبير قبل الصغير..وكما له عدة ثنائيات تركت أثرا كبيرا لدى المستمعين فقد اجتمع مع رفيقة قاسم النجار بعملين جميلين أولهم والذي زعزع عرش الكيان حمل عنوان " أضرب تل أبيب" حيث جاءت فكرة تقديمها نظرا لما حدث في غزة من أحداث تأسف عليها الحجارة حينها وشعورهما أن واجب عليهما التدخل والمساهمة ولو بعمل يلخص ما جرى خاصةً بعد أن صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية " نأسف لقد ضربت تل أبيب" وقد نجحا وانتشرت الأغنية بقوة وطلبتهم المخابرات تحت بند الزعزعة الأمنية!!! أما العمل الثاني الذي جمع ما بينهم أغنية " تفشر يا حمامي" أو " ياسر خط أحمر" وكانت بمثابة رد لإيقاف نار الفتنة التي كان يحاول إشعالها بحيث تحرك بوريني والنجار بشكل سريع وقاما بانجاز الأغنية بوقت قياسي للتوضيح من خلاله وحدة الصف الفلسطيني.
وكما قد اجتمع بوريني بثنائيات مع أصوات أنثوية ضمن أعمال من كلماته وأفكاره وحيث كانت جديدة الطرح بحيث وقع اختياره على الفنانة جنى من مدينة نابلس بحيث كان يتطلب العمل لصوت أنثوي يدافع عن المرأة أو الأنثى وقد كانت الأغنية " تحدي بين شاب وصبية" وقد كانت عبارة عن حوار بين شاب وفتاة وكان التركيز على الجيل الجديد نوعا ما وعلى أن لكل منهما أهمية في دوره بالحياة وقد كان العمل جميل وغريب حيث أنه غير مألوف غناء فتاة للحداية. ومن ثم أغنية " طلقني" التي تطرقت للمشاكل ما بين الزوج والزوجة في الكثير من الأحيان ووقع اختياره على الفنانة يارا من جنين وقد كان اختياره لها موفقا وكان العمل ناجحا. وهذا عدا عن عدة أعمال ناجحة ورائعة بالوجدان خالدة جمعت أبناء بورين مؤيد وشادي من أبرزها " مين قدي" ، " التحدي" ، " مطبات وطن"، " معركة باب البوابة" ، " كنا وين وصرنا وين" ، " فلاحة ومدنية " ، " شباب الضفة" ، " حداية شلصطون" ، " المزرعة السعيدة" ... بجانب المواويل وعدة حفلات جمعتهم وستجمعهم فمؤيد التوأم الفني لشادي فقد تميزت أعمالهما بروح واحدة تحيي صوتين فلا شك أن مؤيد شاعر مخضرم ويصنف صوته في مقدمة الخامات المميزة وما جمعهم من أعمال أصبحت عمود أساسي في مسيرتهما المستمرة فلديهما إيمان أن العمل المشترك دائما ما يكون أقوى وأفضل.
وكما تميز بوريني منذ بداية مسيرته بالغناء للأسرى في كل محفل وعرس لتذكير الناس بمعاناتهم ولم يكن غريب وقوفه مع سامر العيساوي ورفاقه بطريقة وبعمل قوي تفوق على الروعة. فقد قام بكتابة وتسجيل الأغنية لنصرة العيساوي ورفاقه حتى يتخلد ما قدمه ذلك الأسير البطل لأكبر عدد من الناس وهذا ما حصل فعلا وكما قد قامت الفضائيات ببثها ووصلت أغنية " سامر يتحدى الموت" لصاحبها حيث لم يخفي سعادته بها التي نقلتها والدته فقد قدم بوريني من خلالها أيضا دعما معنويا لأهله لإثبات لهم مدى الاهتمام بقضية أبنهم بحيث أشار من خلالها عن خجله من الغناء ولكن ما تعزف حنجرته هي كلمات مكتوبة بصدره وحيث لم يغض النظر عن الصمت العربي الفاضح الواضع .. متحدثا باسم كل ثائر عشق الحطة من نفعا عوفر ومن شطا ومن النقب وعسقلان ومن جلبوع طلعنا بخطة.. يا شعبي يا شعلة لهب تاريخ بايدك بنكتب حتى تبيض السجون بدنا نعمل جمعة غضب وتميزت الأغنية بمقطع تنحني أمامها جبهات الشرفاء خجلا بحيث قال الكروان " سجل ع أبواب الزنزانة ...فلسطين بلادي وأوطاني... لو موتي بعيوني شفته...مش رح يتزعزع ايماني... سجل ع بوز البارودي ...فلسطين أرضي وارض جدودي... القيد وعتم الزنزانة...أصغر من وطني وحدودي... سجل ع غصن الزيتوني... روحي في بلادي مرهونة... ما بتخلا عنها حتى... لو تحت الأرض يحطوني..." وما يثبت أيضا نجاحه بإيصال رسالته من خلال هذا العمل المميز بروح التضامن والوطنية تكريم والدة سامر العيساوي له.
 فالبوريني كروان فلسطين يحاول تقديم كافة الألوان ليصل لأغلبية الشرائح فبصوته سلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية وعاطفية وقد تميز بالزجل بحيث نال لقب أفضل زجال فلسطيني للعام 2013 وكما كان له تجربة جميلة حملت عنوان " حياتي هيك" فقد غنى من خلالها بأسلوب الراب والذي يقول أنه شعر محكي يشبه الحدايه بحيث أن ما لا يعلمه الكثيرون أن أصله عربي بدأ من سوق عكاظ قبل أن ينتقل للغرب حيث قاموا بتغير اسمه بعد أن احترفوا بأدائه . وقد حظي البوريني على دعم لا حدود له معنويا ونفسيا من أهله وكما أن خاله الشاعر الكبير أكرم البوريني أخذ بيده منذ بداية مشواره الفني وقام بتعليمه الوقوف أما الجمهور وكان متأثرا به حيث أن وقوفه معه في الميدان كان يرغمه على الغناء بكل ما يملك من الهام وشاعرية ويعتبره صاحب الفضل الأول لحبه هذا الفن والانخراط فيه وكما أن حب الناس للبوريني جعلته يحمل مسؤولية كبيرة أبرزها أن يكون عند حسن ظنهم دائما وان لا يخذل أحدا من محبيه. وكما يؤكد أن لديه طموح كبير يتمنى أن يصل إليه وأن يصل صوته وكلماته لكل عربي وأن يترك أثرا في قلوب الناس وأن يكسب محبتهم مؤكدا أن لا استمرارية لمسيرته الفنية دون جمهوره وحبهم لصوته وكلماته وأدائه فالفن بالنسبة له حياته ولا يستطيع الغياب عنها حتى في أوقات فراغه يجلس ويكتب ويلحن معتبرا الفن هوايته التي يحقق من خلالها ذاته ويعبر بها عن نفسه وكما يشعر أن من واجبه إتقانه أكثر والإبحار بعالمه حتى يصل إلى كافة أسراره ليتمكن من الابتكار والتجديد وكما يسعى من خلاله خدمة وطنه وشعبه
 فرسالة هذا الكروان الذي تميز بشتى الألوان ببساطة كلمة جريئة صادقه لابد أن تصل للمسئولين والناس ولحن فلسطيني أصيل يسعى لتطويره ليظهر أمام الجميع بصوره جذابة ولائقة. أما طموحه أن تصل أعماله إلى كل بيت عربي عامه وكل فلسطيني خاصة وأن يكون صاحب تأثير ايجابي على كل من يستمع لأعماله الفنية ويتابع مسيرته متمني أن يكون عند حسن ظن الجميع ذو همة وإرادة عالية تدفعه للاستمرار بدربه بالشكل الصحيح وكما اعتاد جمهوره الذي يعتبرهم أصدقاءه وأهله وكما يعتبر ذاته واحدا منهم يشدوا مطالبهم يحزن لحزنهم ويسعد لسعادتهم طالبا من الله عز وجل حفظهم ورعايتهم .
 ومن الجدير بالذكر أن كروان فلسطين قدوة الشباب ملتزم بصلاته ينير قلبه بإيمانه ويسير دربه متكلا على الرحمن تحت شعار رضا الله أولا وأبدا محاولا قدر الإمكان الابتعاد عن التشتت والتشرذم الأخلاقي ليكون قدوة ايجابية لجيله وهذا ليس بالأمر الغريب لدى شاب ترعرع منذ صغره على ذلك على يد والديه خاصةً أباه الذي له معزة لا توصف ولا تقدر بثمن زرعا في أعماقه معنى الأخلاق والقيم والاقتداء بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
 فهذا هو البوريني صوتا مميز متميز بكلماته وألحانه قدوة ايجابية بأخلاقه جعل كل من يعرفه ويسمعه يعتبره من أحبته وخلانه فكم هو مناضل بوجدانه مكافح في مسيرته ناجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق