Translate

في دروب الكفاح للاستاذ خالد حسين خضور قصة نجاح




احلامة لم تكتمل بعد..يحلم دائما بخدمة المجتمع الذي يعيش به و يسعى جاهدا لتحقيق ذلك.. قدوته كل مكافح مناضل ..اعتقل من قبل الاحتلال بسبب نشاطه السياسي بحيث شاهد بشاعة الاحتلال وجبروته خلال فترة
الاعتقال..وضع بصمة نجاحه بعد معاناة ودرب كفاح لا يخلو من الصعوبه والصبر والايمان بأن غدا أفضل الا وهو الاستاذ خالد حسن خضور
قامت بإجراء اللقاء نوره نفافعه خاص لوكالة ايليا بيت المقدس //// شمال غرب القدس 
س:- بماذا اليوم تعرف نفسك
ج:- انا خالد حسين خضور من مواليد بلدة بدو – شمال غرب القدس وسكانها ،، عمري 49 سنة ،، متزوج ولدي 5 ابناء وبنت ،، اعمل مدرسا في مدارس التربية والتعليم الفلسطينية في القدس ولكن خارج جدار الفصل العنصري  ،، واشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس محلي بدو ونائب رئيس مركز المنتدى الثقافي والناطق الاعلامي باسم  الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين / فرع القدس الشريف .
س:- حدثنا عن طفولتك وبماذا تختلف عن طفولة أبناء الحاضر؟
 ج:- طفولتي كانت صعبة، حيث نشأت في اسرة عادية حرصت على الاهتمام بتعليمي لأني كنت اتميز بالذكاء في صغري ، وهذا ما كان يؤكده معلمي عندما كان والدي  يأتي  للسؤال عني بالمدرسة .. انا الكبير في الاسرة بين اخوتي ولم يكن هناك أي شخص في العائلة يستطيع مساعدتي في الدراسة .. وكنت ابكي احيانا اذا لم افهم درس معين حتى كبرت وبدأت لا احتاج لمساعدة احد لي في الدراسة .. طفولتي كانت صعبة بسبب الوضع المادي لوالدي حيث كان يعمل عاملا في ورش البناء الا انه كان يعمل كل جهده لتلبية احتياجاتي طفولتنا كانت قاسية بعكس طفولة ابناء الحاضر فالكثير لم يكن متوفر لنا مثل الاطفال حاليا ولكن الظروف الصعبة احيانا تبني الرجال فاليوم الاطفال متوفر لهم الكثير من الامتيازات الا انهم مهملين في دروسهم وغير مباليين بالرغم من الاساليب والاستراتيجيات الحديثة في التعليم . 
س: - ابرز الحواجز والصعوبات التي واجهتها بحياتك؟
ج:- ابرز الحواجز و الصعوبات التي واجهتني في حياتي  ... في البداية لم استطع ان ادرس ما كنت ارغب به  حيث بعد نجاحي بالتوجيهي في العام 1983 قبلت في جامعة القدس تخصص كمبيوتر وبرمجة ولم يستطع والدي توفير قسط الجامعة لي ، مما اضطررت للدراسة في معهد المعلمين في رام على حساب وكالة الغوث .. ولمدة سنتين دبلوم تخصص رياضيات ..
 من الصعوبات التي مررت بها وفاة والدتي بمرض السرطان في العام 1988 وكان عمرها 40 سنة وهذا الامر اثر في بشكل كبير
بعدها ب 4 ايام فصلت من التدريس من قبل ضابط التربية والتعليم بسبب نشاطي السياسي ..
ايضا في العام 1991 اعتقلت من قبل الاحتلال بسبب نشاطي بالانتفاضة الاولى وحكمت 3 سنوات .. بالرغم من مرارة الاعتقال الا انها تجربة صقلت فيها شخصيتي وزادت ايماني بعدالة قضيتنا .. وشاهدت فيها مدى بشاعة الاحتلال وجبروته علينا كفلسطينيين .. شعرت فيها بمدى الاهانة التي يتعرض لها الاسير الفلسطيني من قبل سجانيه .. ولكنه يبقى شامخا لأنه على حق والمحتل على باطل .. يحاول الاحتلال افراغ الاسير الفلسطيني من محتواه الوطني ولكن يحدث العكس يزداد ايمانه بوطنه وبقضيته . 
س:- كيف تصف مشوارك العلمي والعملي؟
ج:- مشواري العلمي كان صعب كما ذكرت سابقا لأنني كنت الابن الأكبر في الاسرة ولم يكن هناك من يساعدني بدراستي ، الا انه كان امامي هدف وكانت امنية لدى والدتي رحمها الله ان اكمل تعليمي فنجحت في الثانوية العامة في العام 1983 .. ولأنني لم استطع دخول الجامعة بسبب الظروف المادية الصعبة .. دخلت معهد تدريب المعلمين في رام الله التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حيث تخرجت في العام 1985 ونجحت في الامتحان الشامل وحصلت على دبلوم رياضيات .
عينت بعد تخرجي 3 مرات مدرسا بديلا في مدارس الوكالة  لان ترتيبي كان الثاني في التوظيف الا انني لم اتمكن من الحصول على وظيفة دائمة بسبب عدم وجود شاغر لدى الوكالة وانما بديل .. في العام 1987 عينت بشكل رسمي مدرسا في مدرسة رمون الاعدادية قضاء رام الله .. الا انه وبعد 6 شهور تم فصلي من قبل ضابط التربية والتعليم "اسعد عرايدة" في حينه  بسبب نشاطي السياسي كم بلغت من قبل مدير التربية والتعليم ... عينت مرة اخرى في العام 1988 معلما بديلا في مدارس حسني الاشهب بالقدس ولكن بعد 6 شهور عاد المعلم الاصلي ... ومن العام 1988 وحتى العام 1991 عملت عاملا في ورش البناء لأنني كنت متزوجا وبحاجة لمصروف لي ولعائلتي .. في العام 1991 عينت بشكل رسمي في مدارس حسني الاشهب بالقدس معلما للرياضيات في مدرسة الامة الاساسية ولكن بعد تقريبا شهرين تم اعتقالي لمدة 3 سنوات قضيت منها سنتان ونصف حيث افرج عني بعد مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل ، عدت بعد الافراج عني الى مدارس حسني الاشهب لأنها كانت مدارس خاصة حينها وتدفع لها اللجنة الفلسطينية الاردنية المشتركة ..... ومن العام 1994 وحتى الان اعمل في مدارس حسني الاشهب التي اصبحت تدفع رواتب معلميها السلطة الوطنية الفلسطينية وفي القوت الحالي اعمل مدرسا لمادة الرياضيات في مدرسة حسني الاشهب الاساسية بالرام .
حاولت بعد خروجي من المعتقل ان اكمل دراستي لأحصل على البكالوريوس والماجستير ولكن الظروف لم تسمح لي .. ولكن اذا توفرت الإمكانيات المادية سأكمل تعليمي
س:- هل قمت بتحقيق كافة أحلامك أم مازال هنالك أحلام لم تحقق بعد وهل قمت ببصم بصمة نجاح بدروب تحقيق الأحلام حدثنا؟
ج:- لم أحقق كل أحلامي ... كان حلمي ان اكمل تعليمي واحصل على البكالوريوس والماجستير وهذا لم يحدث حتى الان .. كان لدي احلم ان يكون لي بيت مستقل وهذا حصل قبل سنتين تقريبا ولكن تحملت الكثير من الديون لأحقق هذا الحلم ..حلمي دائما هو خدمة المجتمع الذي اعيش فيه وهذا حدث من خلال عضويتي في اتحاد المعلمين حيث عملت كل جهدي من اجل خدمة المعلمين ... طبعا كان جهد مشترك بيني وبين زملائي في الاتحاد وخصوصا زملائي وليد شديد واحمد الرفاعي ومنيف الخطيب ، حيث تمكنا من تثبيت ان مدارس القدس " مدارس حسني الاشهب سابقا " هي مدارس موحدة لا يفرقها جدار الفصل العنصري ..
طبعا احلام الانسان لا تنتهي .. احلم بالعيش حياة حرة كريمة انا وافراد اسرتي .. واحلم بالحرية والكرامة لشعبي .. لأنه يكفيه معاناة
س:- هل هنالك من دعمك وساندك في دربك؟
ج:- هناك الكثيرون من تركو اثر في حياتي من خلال دعمهم واسنادهم لي اولهم امي رحمها الله كانت اكثر مساند وداعم لي ولا انسى ابي الذي كان مساندا لي في درب حياتي بالرغم من اعتراضه على نشاطي الوطني خوفا علي .. وهناك رفقاء الاعتقال الذي ساهموا في  تقوية عزيمتي وتحدي الصعاب ولا انسى صديقي ابو ساجي رئيس مركز المنتدى الثقافي الذي كنت استمد منه العزيمة والإصرار لأنه كثير ما كان  يساندني اذا واجهتني صعوبات في حياتي ..
س:- حدثنا عن طبيعة عملك وماذا يعني لك؟
ج:- كما ذكرت سابقا اعمل مدرسا للرياضيات في مدرسة حسني الاشهب الاساسية  ،، بالرغم من أنني كنت أجد صعوبة في مادة الرياضيات أثناء الدراسة الا أنني تخصصت في في هذه المادة لكي افهمها بشكل جيد واتغلب على الصعوبات في هذه المادة .. واستمتع كثيرا وانا ادرس هذه المادة لأنني احس انها مادة عملية وبحاجة ماسة جدا لها في المجتمع ..
من خلال عملي التطوعي كنائب لرئيس مجلس محلي بدو من العام 2005 حيث فزت بالانتخابات التي جرت في ذلك العام وكذلك فزت بانتخابات 2012 وعدت نائبا لرئيس المجلس  ... اعمل كل جهدي من اجل خدمة بلدتي وتطويرها من خلال تقديم المشاريع سواء في البنية التحتية التي دمرها الاحتلال او في تطوير عمل المؤسسات التعليمية والاهلية في البلدة ... بالرغم من صعوبة هذه المهمة لأنك تكون على تماس مباشر مع الناس بأمزجة مختلفة الا انني اشعر بالسعادة عندما احقق لهم شيئا يخدمهم ..
ما يعني لك التعليم والشهادات العلمية ما أهميتها بنظرك...س:-
ج:- التعليم مهم جدا ... ولكن الاهم من ذلك ان يكون الانسان مثقفا ، فلا يكفي ان يكون متعلما حتى يكون مثقفا ... من المهم جدا ان يكون لدى الانسان قيم يؤمن بها ويسعى لنشرها وتحقيقها في المجتمع ,,, لا انكر اهمية الشهادات العلمية للحصول على وظيفة جيدة وللحصول على معلومات اخدم بها مجتمعي .. ولكن هناك الكثيرين ممن يحملون الشهادات العلمية ولكن لا يمتلكون الثقافة الكافية والقيم والمفاهيم الحديثة التي تمكنهم من خدمة مجتمعهم  وبالتالي لا يتمتعون بصفة القائد .. ويحدث العكس احيانا فاعرف اناس لا يمتلكون الشهادات العلمية ولكن مؤهلين لقيادة المجتمع الذي يعيشون فيه
س:- بماذا تصف شعورك حينما تخرجت من مرحلة التعليم الأكاديمي؟
 ج:- عندما تخرجت من مرحلة التعليم الاكاديمي كنت سعيدا بانني انهيت جزءا مهما في حياتي ، وباستطاعتي الان ان اخدم مجتمعي فدوري ليس فقط في اعطاء المعلومات التي احملها لطلابي بل في زرع القيم السامية لديهم وتربيتهم تربية حسنة تعتمد على الاخلاق الحميدة وحب الاخر والمساهمة في خدمة الوطن ... وكذلك شعرت بالسعادة لأنني سأحصل على وظيفة توفر لي الحد الادنى من مستوى المعيشة ..
س:- لماذا اخترت هذا المجال؟ وماذا يعني لك؟
  كما اشرت سابقا انا كنت احب ان ادرس كمبيوتر وبرمجة لأنني كنت ارغب في ذلك ، ولكن بسبب الظروف المادية لم اتمكن من ذلك واخترت التدريس، حيث اساهم في تربية الاجيال القادمة .. فانا دوري لا يقتصر على التعليم وانما التربية ايضا .. واخترت ان اكون عضوا بالمجلس ونائبا للرئيس ايضا لخدمة المجتمع الذي اعيش ، اضافة لعضويتي في اتحاد المعلمين كي اخدم القطاع الذي اعمل به .. وعضويتي في مركز المنتدى الثقافي كذلك للعمل وبكل جهد من اجل خدمة الجماهير وخصوصا الاطفال والنساء وقطاع الشباب ...
س:- من قدوتك؟
ج:- هو الانسان المكافح المناضل .. الذي لا ينتظر مكافأة من احد على نضاله وكفاحه ... ولا يوجد شخص بعينه ..
س:- ما هو شعارك المهني والشخصي..
ج:- المهني هو عدم اليأس من وجود صعوبات في التعليم والتعلم لدى الطلبة في وقتنا الحالي واستمرار رغم المعيقات ...
شعاري الشخصي .. مهما كانت ظروف الحياة صعبة لا بد ان نواصل فنحن قدوة للمجتمع ويجب ان لا نياس فأخيرا سنحقق النجاح
س:- كل منا له رسالة اليوم ما هي رسالتك وإلى أين تطمح أن تصل؟
 رسالتي هي لطلابي ولشعبي .. كونو على قدر من المسؤولية فنحن شعب تحت الاحتلال ومستهدف بالتجهيل ونشر كافة الامراض الاجتماعية في صفوفه وخصوصا جيل الشباب لكي ينسى قضيته الاساسية وهي تحرير الوطن ... ودائما كونوا متفائلين فبالعلم نستطيع ان نصنع المستحيل ونحقق المعجزات .. فانتم المستقبل الواعد ومن ستستلمون الراية من بعدنا ..
س:- كلمة أخيرة ؟
أشكركم على إعطائي هذه الفرصة للحديث عن قصة كفاحي ونجاحي ... فالشي الذي لم استطع تحقيقه امل من ابنائي وطلابي ورفاقي وشباب بلدتي بتحقيقه ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق