"فنجان البلد" هو مسلسل فلسطيني ساخر من تأليف وإخراج عبد الرحمن ظاهر، وإشراف عام لمحمود رزق، و كلاهما أيضاً أبطال هذا العمل بمشاركة نخبة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين والعرب وهو من إنتاج قناة رؤيا الأردنية وتنفيذ لشركة "فنجان البلد" الفلسطينية.
من أكثر الحلقات التي لفتت انتباهي كانت الحلقة الخامسة، والتي تحمل العنوان "النهاية"، حيث تجسد أحداثها الأوضاع الراهنة وتواطؤ بعض قيادات السلطة الفلسطينية وتركز على مفهوم الأقصى في خطر. تسلط الحلقة الضوء على ثلاثة أشقاء في بيت واحد؛ الأول مناضل والثاني شهيد والثالث قائد في السلطة وعميل لإسرائيل التي تستمر في حفرياتها تحت المسجد الأقصى.. الأقصى ينهار في سياق الحلقة، من وجهة نظر الكاتب عبد الرحمن ظاهر الذي يرى المستقبل المرعب من خلال الواقع المرير الذي تعيشه المنطقة. محمود "الشقيق المناضل" ينتفض ويثور الشعب، ويفوز عدنان بيك "الشقيق العميل" بعطاء إزالة الردم و تنظيف ساحة الأقصى. إسقاطاً من الكاتب على واقع بناء الجدار العازل بأيدي ومواد فلسطينية.. وتنتهي الإحداث بإسقاط السلطة ويعدم محمود شقيقه بيده. هذه الحلقة وغيرها استوقفتنا لنسلط الضوء على مسلسل فلسطيني أثار الكثير من الجدل بمواضيعه الجريئة.
لم يرغب القائمين على العمل الفنّي أن يبثّ الجزء الثاني منه فقط عبر قناة اليوتيوب، بل كانت لديهما رغبة بنقله إلى الفضائيات. مع تطوير كامل الجوانب في المسلسل لرفع جودة الصوت والصورة والأداء كي ينافس مسلسلات أخرى عبر الشاشة. حينها، تواصل مؤلف المسلسل ومخرجه مع قناة "رؤيا" وعرض على إدارتها الفكرة والتي تكمن بالإنتاج دون أي تدخل بالأفكار والنصوص والمواضيع، حيث يتناول المسلسل مواضيع حساسة تخص القضية الفلسطينية، من أهمها؛ الأسرى، حل الدولة وحل الدولتين، مستقبل المفاوضات، منظمة التحرير، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي. وذلك من خلال أسلوب جريء وساخر بدمج مع الكوميديا السوداء والتراجيديا.
بلا خوف أو تردد
في حديث خاص لموقع "الحياة" عن المسلسل، قال كاتب ومخرج ومؤلف المسلسل، المهندس عبد الرحمن الظاهر، إن :"المغزى والهدف من المسلسل هو ثورة فكرية، تحريك وتحفيز المشاعر النائمة في قلب الشعب. بالإضافة إلى فضح المستور السلبي والدفع نحو الإيجابية والانتفاض المعنوي والمادي لرفع الظلم دون خوف أن تردد".
بسبب ظروف الإنتاج الصعبة في فلسطين، وعدم توفر الإمكانيات لإنتاج صورة ذات جودة عالية ومنافسة، وبسبب الظروف الصعبة الراهنة في المنطقة، اضطر طاقم المسلسل أن يقسم مهام العمل وتنفيذ جزء كبير منها في الأردن. أما الباقي فتم تنفيذه من خلال طاقم فلسطيني تابع لشركة التنفيذ ويعمل داخل فلسطيني بشكل متوازي وبتعليمات من المخرج. ومن الأمور التي تميز بها المسلسل كانت انضمام فنانين أردنيين وجزائريين وعرب لهم أدوار هامة في بعض الحلقات.
حول المواضيع التي يطرحها المسلسل، أضاف المهندس عبد الرحمن الظاهر: "المسلسل يخلو من أي خطوط حمراء وسقف الطرح في هذا الموسم مرتفع جداً ويثير جدلاً كبيراً. وبدأنا بالانتقال من الأفكار والأوراق إلى التغيير الحقيقي في المجتمع. إن فضائية "رؤيا" هي المنتج لهذا العمل وهي كانت ولا زالت الداعم الحقيقي لحرية التعبير ولم تتدخل بحذف أو تغيير أي فكرة قمنا بطرحها. وهي نقطة تميّز هذه القناة المتألقة، وتسجل لها نجاحاً يتصاعد يوماً بعد يوم
اعتراض غير رسمي
إثارة المسلسل للجدل، لم يتوقف فقط عند آراء جمهور المتابعين، ففي حديث خاص لموقع "الحياة" مع الممثل ومؤسس "فنجان بلد"، المهندس محمود رزق، قال: "بشكل رسمي لم يتم الاعتراض على المسلسل من قبل السلطة، بل بشكل غير رسمي كانت هنالك بعض الاتصالات الخاصة مع المخرج لمحاولة إقناعه بإيقاف المسلسل أو تغيير مواضيعه. والمسلسل يعرض على قناة أردنية وليست فلسطينية، إلا أن القناة معنية جداً بالشأن الفلسطيني ولديها خطة شاملة لتسليط الضوء على فلسطين. وبالتالي فكانت قناة "رؤيا" هي الأولى التي عملت على إنتاج مسلسل فلسطيني بهذه الجرأة، وذلك بسبب ارتباط إدارتها القوي بالقضية الفلسطينية وحرصها عليها".
http://alhyat.com/?mod=articles&ID=77473
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق