Translate

في دروب الكفاح لمدير مركز المنتدى الثقافي حسام الشيخ من بيت عنان قصة نجاح



اليوم هو شخصية مهمة وبارزة في ميدان نشر الثقافة ومحاربة الإحتلال؛ من خلال إنارة عقول الشباب، بعدما ترعرع بالأمس البعيد وسط أجواء بائسة مهمشة شابتها افرازات الاحتلال. تجرّع مرارة الاعتقال وذاق خلاله الحرمان، هو مكافح من زمن الأبطال، مناضل يسرد لنا قصة نضاله في دروب الكفاح. هو من نهل من نهر الثقافة والمعرفة، ليشيد صرحا للمعرفة، بات قبلة لكل طالب لها، انه الاستاذ حسام الشيخ ابن قرية بيت عنان شمال غرب القدس، والذي يرأس حاليا رئيس المنتدى الثقافي في بلدته.
قامت باجراء اللقاء نوره نفافعه خاص لوكالة ايليا بيت المقدس /// بيت عنان 
عن طفولته قال لقد عشت طفولتي بقريتي بيت عنان الواقعة شمال غرب القدس وتبعد عن مدينة القدس حوالي 14 كيلومتر للشمال الغربي منها وهي قرية عربية مقدسية تجمع قرى  القدس وتشتهر هذه القرية الزراعية بالزيتون والعنب واخضرار ارضها حيث كان هناك مئات الأطفال في هذه القرية وكانت تفتقر لوجود مؤسسات تهتم بالطفولة وبالتالي حالة الحرمان عاشها أطفال قريتي والقرى المجاورة الى جانب ذلك ترعرعت انا والأطفال في هذه التجمعات السكنية في ظل اشتداد الهجمة الإسرائيلية وبناء المستوطنات والاعتقالات لعدد واسع من الأشخاص الذي عاشته هذه المنطقة ، مما حذى في تفكيرنا ونحن أطفال لماذا هذا الحرمان؟  والاحتلال الذي يتعرض للأطفال الفلسطينيين دونما باقي أطفال العالم
 وقد أضاف قائلا لقد درست المرحلة الابتدائية في مدارس بيت عنان والإعدادية في مدارس قرية بدو المجاورة لقريتي ومن ثم انتقلت للدراسة في القدس في المدرسة الإبراهيمية حيث عكست هذا الدراسة على مستوى تنامي الشعور الوطني لدرجة أني كنت من مصروفي الشخصي  اشتري كتابا وقصة من القدس وهنا لابد من الإشارة الى احد المسرحيات التي كتبها الكاتب والفنان "صقر السلايمة" واسمها حارة العوده والتي كان لها الأثر العميق في تكوين ثقافتي وتفكيري
 وعن تجاربه بالأسر  قال تم اعتقالي وأنا في سن السادسة عشر للمرة الأولى حيث عشت تجربة اعتقاليه في زمن كانت السجون التي تزخر بخيرة المناضلين الفلسطينيين تعتبر مدارس وجامعات.و لابد من الإشارة إلى تعاظم " حالة الوعي لدي وتكريس الانتماء لهذا الوطن "فلسطين " .. وبعد خروجي من السجن وعودتي إلى المدرسة بدأت في نشاطي النقابي والطلابي في أوساط الطلبة منذ عام 1982 ومن ثم جاءت الانتفاضة الأولى مثلي ومثل باقي أبناء شعبي عشنا الانتفاضة بحيثياتها ومع تجلي الحالة النضالية والتكافلية لشعبنا وقد تم اعتقالي  للمرة الثانية عام 1988 وبعد الإفراج عني حيث خضعت الاعتقال الإداري ثم تم  اعتقالي للمرة الثالثة في عام 1990 اعتقلا إداريا بسبب نشاطاتي وبعد ذلك في عام 1992 الاعتقال الرابع حيث نشطت في العمل النقابي العمالي في عدد من النقابات العمالية في القدس ثم عضو في مجلس محلي بلدتي في القرية لفترة 8 سنوات  وبعد ذلك مجلس أولياء الأمور وخلال نشاطي في مجلس أولياء الأمور تم  تأسيس مركز المنتدى الثقافي من مجموعة من أهالي القرية والمثقفين ومدرسين وقد تم تأسيس هذا المركز عام 2001 وانتخبت رئيسا له وفي عام 2003 تم اعتقالي مرة أخرى وقد حكم علي 17 شهرا وخرجت في عام2004 من السجن وبدأت  نشاطي في مركز المنتدى الثقافي حيث كان عدد من الصعوبات التي واجهتني وهي الاعتقالات المتكررة التي حالت دون استكمالي التعليم وبعد ذلك منعت وحتى هذا اليوم من السفر الى خارج فلسطين...
وعن مركز المنتدى الثقافي قال لنا منذ عام 2004 نشطت في مركز المنتدى الثقافي  هذه المؤسسة الثقافية التي شكلت نتاج احتياج مجتمعي في بيت عنان و قرى شمال غرب القدس لقلة المؤسسات التي تعنى بالجانب الثقافي والتي تستهدف قطاع الشباب والأطفال والنساء واهم ما تم إنجازه في هذه المؤسسة هي ايجاد عدد من الشباب والصبايا الجامعيين وغير الجامعيين للانخراط في العمل التطوعي وبالتالي تنفيذ برامج ثقافية تقوم علي عائق المتطوعين من شباب وصبايا المنطقة ومن أهم البرامج الذي نفذها المنتدى برنامج مهرجان ليالي الصيف المقدسية والذي نفذ علي مدار 5 سنوات وبرنامج  اعرف وطنك والمسابقات الثقافية السنوية وبرامج التعليم المساند وتمكين عدد واسع من الشباب والصبايا في إطار العمل المؤسساتي وبعد ذلك خلق مجموعات شبابية للتطوع والمشاركة في عميلة التنمية الثقافية والمجتمعية وتأسيس مكتبة عمر القاسم العامة وعقد ندوات ثقافية بشكل دوري وبشكل مستمر مما استدعى تكريم مركز المنتدى الثقافي كأفضل مؤسسة ثقافية عام 2010 من قبل جامعة القدس في أبو ديس وجمعية المثقفين المقدسيين وهنا لابد الإشارة إلى ابرز المحطات التي أثرت في ثقافتي في السنوات السابقة وهو مشاركتي في مخيم العمل التطوعي التي تنظمه بلدية الناصرة أيام المناضل والشاعر المرحوم توفيق زيادة والمحطة الأخرى حرمان الأطفال وشباب المنطقة ومن هكذا مؤسسات ونشاطات وهنا لابد من الإشارة إلى الشعار الذي ارفعه دائما هو إن يكون للشخص بصمات في تطوير واقعه ومحيطه الاجتماعي
ومن خلال وكالة ايليا بيت المقدس وجهه رسالته قائلا إني أوجه من خلالكم رسالة إلى الشباب مضمونها ان تعملوا من اجل تنمية المجتمع من خلال ثقافة مجتمعية تنسجم مع ثقافتنا الفلسطينية منطلقا من ضرورة العمل التطوعي الحقيقي وتعزيز الانتماء الوطني لقضيتنا العادلة الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق